الاثنين، 18 مايو 2009

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وإمامنا محمد بن عبد الله القائل:((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) وبعد:
إن كنت
أحد الطلاب فلا شك أنك استمعت إلى المحاضرة التي أقيمت هذا اليوم
وإن كنت من المعلمين فلا شك أنك قد خرجت مبكرا لبيتك وارتحت من هم حصتين مضنيتين
أولا أشهد الله أنني لا أحمل أي حقد على الإخوة الذين حضروا لدعوتنا محتسبين الأجر عند الله سبحانه وتعالى وهذا دليل على نيتهم الطيبة - نحسبهم والله حسيبهم - ولكنهم عملوا حسب إمكانياتهم و علمهم
حقيقة لم يكن لي نصيب في حضور كامل المحاضرة بل حضرت النصف الأخير منها لذلك ستكون ملاحظاتي عن هذا النصف
* يقول ميكافيلي:(( الغاية تبرر الوسيلة )) ولا شك أنك - كما أنا - تخالفه في هذه المقولة لذلك إذا أردنا أن ندعوا الشباب فعلينا دعوتهم بالطرق والوسائل الشرعية ، إذا أنا أقول أنه كانت هناك أخطاء في تلك المحاضرة ، نعم كيف لا وهي عمل بشري
سأبدأ من حيث انتهت المحاضرة حيث نهى الداعية مساعد الشلهوب الطلاب عن التصفيق لمن حصل على الجوائز معللا ذلك بأنه - أي التصفيق - للنساء ، آمرا الطلاب بالتكبير بدل لتصفيق
وبدأ يصيح بصوته الجهوري - ما شاء الله - :(( الله أكبر الله أكبر الله أكبر)) والطلاب يرددون معه
أولا حكم التصفيق مختلف فيه فلم يحرمه سوى الحنابلة والظاهرية ومن العلماء المعاصرين الشيخ عبد العزيز بن باز و ذهب الشيخ محمد العثيمين إلى كراهته بينمى يرى الأخرون أنه لا بأس به.
واختصارا لوقتك أقتبس هذا الجزء من فتوى القرضاوي :
بقي الأمران: الثاني والثالث فيما ذكرناه من مقاصد التصفيق، وهو التصفيق للهو والطرب أو التصفيق لإبداء الإعجاب والاستحسان. ما الحكم الشرعي فيهما؟ وماذا يقول الفقه المعاصر عنهما؟الحق أني لا أجد في نصوص الشرع المحكمات من القرآن والسنة، ما يدل على تحريم أحدهما أو المنع منه.ربما استدل بعضهم بآية سورة الأنفال (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) ولكن هذا الاستدلال في غير محله، لأن هذا فيمن يتعبد بالتصفيق، ولا يوجد هنا مظنة تعبد.وربما استدل آخرون بقوله صلى الله عليه وسلم " إنما التصفيق للنساء " وقد منع الرجال من التشبه بهن، ولعن الرسول صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء.ومن المعلوم: أن الحديث إنما جاء في شأن التصفيق في الصلاة، فلا دلالة فيه على منع الرجال منه خارج الصلاة، وهذا ما ذكره العلامة ابن حجر الهيتمي. وذكر أيضا أن التشبه بهن إنما يحرم فيما يختص به النساء. وهذا ليس كذلك. أهــ
لكن الجميع يتفق على أن التكبير الجماعي الذي وقعنا فيه في تلك المحاضرة بل وطلب من الطلاب علنا وكأننا في خيمة من خيم الصوفية يتفق الجميع على أنه بدعة والبدعة أخطر بكثير من المعصية فما بالك لو لم تكن كذلك
وهنا بحث أقوال علماء السنة في بيان أن التكبير الجماعي بدعة
المسألة الثانية:ما قاله الداعية أنس النشوان بأنه من كل ألف من بني آدم 999 في النار و واحد في الجنة
ولا شك أن في ذلك تقنيطا للمسلمين من رحمة الله فلماذا لم يذكر الداعية المكرم الحديث كاملا هنا الحديث الكامل بَاب قَوْلِهِ يَقُولُ اللَّهُ لِآدَمَ أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا آدَمُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ قَالَ يَقُولُ أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ وَمَا بَعْثُ النَّارِ قَالَ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ قَالَ فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ قَالَ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا وَمِنْكُمْ رَجُلٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الْأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ كِلَاهُمَا عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ غَيْرَ أَنَّهُمَا قَالَا مَا أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ وَلَمْ يَذْكُرَا أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ. الله أكبر ما أرحمك يا رب من كل ألف 999 في النار لكن من كل ألف من أهل النار 999 من يأجوج ومأجوج ، الحمد لله الرحمن الرحيم.ملحوظة : قوله:((وَكَبَّرْنَا)) لا يعني أن التكبير كان جماعيا.
المسألة الثالثة: تفضل الداعية النشوان بوصف لنساء الجنة لم أسمع به من قبل حيث وصفهن بأنهن شقراوات وقال:(( وش تضن بيتك في الجنة، صندقة؟ لا لبنة من فضة ولبنة من ذهب وتجي حرمتك تناديك حمووودي )) وقالها بأسلوب متنعم وأتفهم ذلك لأنه كان يحاكي طريقة نطق النساء ولكن هل ينبغي ذلك في محاضرة يفترض بأنها شرعية.هل سمعنا بهذا الأسلوب في دروس السلف الصالح أو حتى في دروس علمائنا المتأخرين؟!
ملحوظة: ألا تستحق لغتنا العربية أن ننطق بها في محاضراتنا ربما يقول قائل بأن العامية أقرب إلى قلوب الشباب ، نعم قد تكون الأقرب ولكن صدقوني لن تكون الأوضح.
ختاما أوجه هذه الرسائل:
إلى إدارة النشاط :جزاكم الله خيرا على هذا العمل الرائع في أسبوع "صلاتي نجاتي" جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتكم وبارك الله فيكم وسدد على درب الخير خطاكم ، ولكن أتمنى أن يتم انتقاء المحاضرين في الأعمال القادمة.
صدقوني إنه تحطيم للطلاب حين نصدر غير المتعلمين - وربما لا أقصد من أتانا اليوم - ونجعلهم قدوات لنا فهذا يعني بأن دراستنا بدون فائدة .
إلى معلمي التربية الإسلامية في مدرستنا الحبيبة:كنا نحتاجكم ، أين كنتم وقت المحاضرة؟ أعلم بأنكم أدركتم بأنكم لن تستفيدوا من هذه المحاضرة شيئا - بالنسبة لعلمكم - ولكن كان المحاضرون يحتاجونكم كثيرا كثيرا.
في الختام:ربما استفدنا من تلك المحاضرة ربما ضحكنا ربما قضينا وقتا ممتعا ولكن أتمنى أن تغير حقا فينا.
هذا والله أعلم .